تحذير:

تخضع هذه المدونة لحقوق الملكية الفكرية ولا يحق التصرف في محتوياتها دون العودة إلى صاحب المدونة

السبت، 28 نوفمبر 2009

" شد حيلك يا محمد"














كان يوما من أيام الأسبوع .. في عطلة الصيف التي طالما انتظرتها بعد عام حافل من الطلوع والنزول والمحاضرات والصحيان بدري وما إلى ذلك ..



اليوم هو " الثلاثاء" وصلت باكرا إلى وجهتي.. وانطلقت نحو مكتب الاستقبال في مواجهة الموظف الذي كان أهم ما يميزة هو أنه " على قلبه مراوح " قائلة : لو سمحت ..أنا امتحاني الساعة 4 أروح فين ؟؟






بعد قرر أن يفصح ذلك الموظف عن السر الذي طالما كان يحمله بداخله ..أخيرا قال " بدون نفس" : اطلعي الدور التالت واديلهم البطاقة وهما هينادوا على اسمك ..





كانت تلك أول مرة أتقدم للامتحان خارج كليتي المعهوده .. فقد قررت أن استغل العطلة الصيفية في تعلم


" كورس ال I C D L " وبعد ان " اتهفيت في عقلي" وقررت التقدم لامتحان اليونسكو رسميا .. ها أنا أواجه أول امتحاناتي ..






انهيت يومها ذلك الامتحان بفرحة عارمة عندما شاهدت كلمة " passed" هي آخر ما ظهر على الشاشة..



الحمد لله : هكذا قلت ثم هرولت خارجة من غرفة الامتحان في انتظار بشرى صديقتي التي كانت في غرفة مجاورة ..



كان الخارج يمتلئ  بالعديد من المتقدمين للامتحان في انتظار أن يرفع عنهم الحصار .. لم أجد سوى ذلك الكرسي.. ربما لفت نظري لأنه كان فارغا ولم أتوقع أن أجد كرسيا فارغا بين تلك البشر ..






وبجانبه سيده تحمل طفلة صغيرة ومعها ولدها " ما يقارب ال12 عاما " ليس أكثر

 
هو في حد قاعد هنا ؟؟ ممكن أقعد ؟؟ " قلت "


لا مفيش اتفضلي " قالت هي"



وبدأت تلك الطفلة الصغيرة تميل نحوي قليلا .. ورافقتها مداعبات صغيرة .. ثم أخذتها من والدتها لأضعها على حجري وأداعبها قليلا ..




هو انتي مقدمة للامتحان.. مستنية ينادوا على اسمك ؟؟" قلت "


لا مش أنا ده ابني.. أنا قاعده مستنية ينادوا على اسمه.. " قالت هي"






ما شاء الله ابنك هيقدم للامتحان .. شكله صغير .. أكيد بقى شاطر في الكمبيوتر..


لا هو بس بيحب الكمبيوتر ..


ودار حوار بسيط بيني وبينها من اسئلة وتأففات من ذلك الولد الذي كان يحسب الفرق بين عمره وعمر اخته الصغرى " يعني أنا لما يبقى عندي كزا سنة هي هيبقى عندها كزا سنة " ومحاوراته مع والدته التي على بساطتها إلا أنا كانت تعرف كيف تحاوره ..


"وماله عشان تبقى تاخد بالك منها " قلت أنا بعدما شاهدت علامات الاعتراض على جبين ذلك الولد الذي شغل نفسة بحساب الفارق بين عمره وعمر اخته الصغرى .. ربما لينسى بذلك توتر الانتظار ..






" شد حيلك يا محمد عاوزاك تطلع تقولي جبت خمسة وتسعين أو ميه " قالت الأم في محاولة لرفع معنوياته ..


" أو ممكن أجيب صفر" قال الولد بنظرة طفولية خبيثة مداعبا لوالدته ..


قطع ذلك الحوار الذي تابعته بشده .. صوت الرجل وهو ينادي على اسمه .. " يلا يا محمد عاوزاك ترفع راسي" كان ذلك آخر ما قالته الأم ..


اسرع الولد وكأنه متأهب لدخول سباق الماراثون صاعدا ذلك الدرج المؤدي إلى الدور التالت .. وبعد صعوده الى منتصفه .. نظر إلى والدته وأشار لها من رافعا كلتا يديه إلى السماء..


" ابتسمت الأم ونظرت نحوي قائلة " : بيقولي ادعيلي .. بيعمل ايديه كده عشان ادعيله..


ولم أكن أعلم يومها أن فرحتي بآخر ما رأيت في ذلك الموقف كانت أكبر من فرحتي بتلك ال passed
 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق